المضادات الحيوية
هل لا تزال مقاومة المضادات الحيوية خطراً مستقبليًا؟ في أوائل القرن العشرين، اكتشف ألكسندر فليمنغ -البنسلين- ، مما أحدث ثورة في الطب، وكان سببا في إنقاذ ملايين الأرواح. لكن للأسف، تعد البكتيريا كائنات دقيقة ذكية، حيث تستحدث آليات مقاومة للمضادات الحيوية باستمرار، ما يمكنها من البقاء والتكيف مع الظروف البيئية المتغيرة، وأكثر ما يساعدها على ذلك، هو سوء استخدام المضادات الحيوية. سوء استخدام المضادات الحيوية يتضمن: 1. استخدام مضاد حيوي في حالة لا تستدعي استخدامه. 2. عدم إكمال الكورس الدوائي للمضاد الحيوي، وإيقافه عند الشعور بتحسن الأعراض. 3. عدم الالتزام بالتعليمات المقدمة من الطبيب، والصيدلي لاستخدام الدواء. تشير الإحصائيات العالمية إلى أن مقاومة المضادات الحيوية تسبب وفاة حوالي 700,000 شخص سنويا، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 10 ملايين بحلول عام 2050. الجدير بالذكر أن غالبية التهابات الجهاز التنفسي التي تعد شائعة تكون فيروسية، وليست بكتيرية، حيث تظهر الدراسات أن 80% من التهابات الجهاز التنفسي العلوي فيروسية. مؤخراً، ارتفعت مقاومة المضادات الحيوية بشكل أكبر من المتوقع، مما جعلها تشكل خطرًا حاليًا على المجتمع، وليس فقط خطرًا مستقبليًا. في المجتمع، هناك كبار السن، والأطفال، وأصحاب المناعة الضعيفة؛ فإذا استمر سوء استخدام المضادات الحيوية، فنحن نساعد البكتيريا على إلحاق الضرر بهم، وبنا كذلك في المستقبل. إن مقاومة المضادات الحيوية أصبحت خطرًا حقيقيًا نواجهه الآن، ويجب أن نتعامل معه بشكل سليم، وليس خطرًا مستقبليًا كنا نتوقعه فقط! لذلك يجب أن نتكاتف كمجتمع؛ لنشر الوعي الصحيح لاستخدام المضادات الحيوية ونساهم بالحد من خطر العدوى البكتيرية في المستقبل.

د.بندر الصقري - دكتور صيدلي ومهتم بالتثقيف الدوائي
لقراءه المقال