في عام (1975م)، اكتُشِف صدفةً أهم مسكنات الألم؛ وهو هِرمون (الإندورفين (Endorphin الذي يفرزه الجسم ذاتياً؛ إذ تنطلق الإندورفينات، والتي هي عبارة عن مجموعة من المركبات الكيميائية الطبيعية، من الغُدّة النخامية في الدماغ، وتؤدي التركيزات المرتفعة منها إلى شعور الإنسان بالنّشْوة، وتعزّز الإحساس لديه بالسرور، إلى جانب تخْيف ما يشعر به من آلام، سواء كانت جسديةً أو وظيفيةً أو حتى عاطفية.
في عام (1980م)، أُشير لأول مرة إلى علاقة التمرينات الرياضية بهرمون الإندروفين، ودورها في تحفيز إفرازه داخل الجسم؛ فلقد أجرى مجموعة من الباحثين دراساتٍ عديدة حول تحديد التمرينات الأكثر تأثيراً في زيادة تركيز ذلك الهرمون وما تصاحبه من مشاعر، وجاءت النتائج مُوصيةً بأن التمرينات الهوائية (طويلة المدة)، كالجري الخفيف مثلاً (الهرولة) تُعد أكثر الأنشطة ارتباطاً بزيادة تركيزات الإندورفين؛ ويظهر ذلك جلياً على لاعبي الماراثون (الجري لمسافات طويلة)؛ إذ يشعرون بعد فترة معينة من السباق بإحساس من السعادة والنشوة يجعلهم غير قادرين على التوقف عن الجري، بل يصعب عليهم أحياناً التوقف عن الجري لرغبتهم باستمرار الإحساس بذلك الشعور المثير والمريح؛ ولذا يوصي جميع المختصين الصحيين بممارسة الرياضة كوسيلة للتغلب على ضغوطات الحياة وبعض الأعراض الصحية والنفسية التي يعاني منها الفرد بين الحين والآخر.
إذا كنت من الأشخاص الذين جرَّبوا ذلك الإحساس، فأنت تعرف جيداً ماذا تعني هذه الحالة “نشوة الجري Runner’s High”؛ حيث تَدوم الأحاسيس التي يمتزج فيها الشعور بالرضى مع الشعور بالراحة لساعات طويلة بعد التمرين لا سيما التمرينات الممتدة لمدة لا تقل عن (50 دقيقة) بشكل متواصل، فلربما تكون هذه الجرعة من التمرين مشابهة لتأثير مجموعة أخرى من المحفزات لهذا الهرمون، مثل: الضحك، التدليك، وبعض الأطعمة والعناصر الغذائية كالشوكولاتة، أو بعض الزيوت العطرية كاللافندر والبابونج.