الوقاية من الاحتراق الوظيفي:
مشكلة الاحتراق الوظيفي من المشكلات الصحية المعقدة التي تتداخل فيها عدة أطراف وجهات، وليست محصورة على الفرد، ولمنع حصول الاحتراق الوظيفي يمكن إجراء عدد من التدخلات على عدة مستويات مما يقلِّل من فرصة حصول الاحتراق الوظيفي،,وهنا أربعة مستويات من التدخل التي يمكن من خلالها تقليل احتمالية حصول الاحتراق الوظيفي وهي:
١- العناية بالذات.
٢- الدعم الاجتماعي.
٣- الدعم المؤسسي.
٤- المشورة المهنية.
يمكن من خلال هذه المستويات الأربع تناول آليات ووسائل تقليل احتمالية حصول الاحتراق الوظيفي،
وذلك في الآتي:
١. العناية بالذات: قد لا تكون محظوظًا بحصولك على دعم اجتماعي أو مؤسسي، ولكن هذا لا يعني الاستسلام وانتظار حصول المشكلة. هنا تكمن أهمية العناية بالذات ورعايتها على المستوى الشخصي. تتضمن العناية بالذات مجموعة من الأنشطة التي يمكنها أن تحسن من الصحة الجسدية والعقلية. تشمل هذه الأنشطة تعزيز: النوم الجيد، والتغذية الصحية، والنشاط البدني الكافي، وممارسة الاسترخاء والتأمل، والاعتناء بالصحة الروحية.
هذه المحاور الخمسة هي أسس مهمة لتحسين نمط الحياة الصحي، ومن ثمَّ تقليل فرصة حدوث الإرهاق الوظيفي. حيث إن هذه الأسس الخمسة تعدُّ من أهم الطرق التي تعزز المرونة النفسية ومن ثمَّ اللياقة العقلية النفسية.
جانب آخر ينبغي دائمًا الاهتمام به على المستوى الشخصي وهو تعلُّم آليات التعامل مع الضغوط، حيث توجد العديد من الآليات والممارسات التي يمكن من خلالها تعزيز الصحة العقلية وتخفيف آثار الضغوط النفسية على الموظف.
٢. الدعم الاجتماعي: إن العلاقات الإيجابية مع المحيطين بك قد توفر دعمًا لا يمكنك تخيل أثره! وجود الأصدقاء، والعائلة، والزملاء، والمجموعات الاجتماعية هي بلا شك مصادر قيمة للدعم الاجتماعي متى كانت بالشكل المطلوب والصحيح.
إن انعزال الشخص عن محيطه قد يكون في التصورات المبدئية مفيدًا للصحة، إلا أنه في الواقع ليس كذلك خصوصًا مع مرور الزمن.
٣. الدعم المؤسسي: وللمؤسسات والمنظمات دور هام في تقليل احتمالية حدوث الاحتراق الوظيفي. والأساليب الإدارية التي يمكن أن تتبعها المنظمات في سبيل تحقيق ذلك كثيرة ومنها:
– تحسين ظروف العمل؛ بتطبيق ساعات العمل المرنة مثلًا أو تمكين الموظفين من العمل بشكل هجين من المنزل ومن مقر العمل وغير ذلك.
– تقليل الحمل الوظيفي على الموظفين من خلال تحديد مهامهم بوضوح منذ بداية السنة المالية للمنظمة، ومشاركة الموظفين القرار فيما يتعلق بالمهام الوظيفية.
– توفير سياسات تتعلق بالصحة النفسية في المنظمة والحفاظ عليها وتعزيزها.
– توفير فرص للتدريب والتطوير المهني في المنظمة.
٤. المشورة المهنية: من الجيد تذكر وجود فرصة للوصول إلى المختص المعني بحالتك من طبيب أو أخصائي نفسي، إن زيارتك للمختص لا يلزم منه احتياجك للعلاج، فقد يكون لمجرد طلب المشورة المهنية. قد تكون محتاجًا للحديث مع المختص أو تعلم بعض التقنيات التي تفيدك في التعامل مع المشكلة؛ وتشمل هذه التقنيات -التي يمكن استفادتها من المختص-: تقنيات إدارة الضغط، وتحسين مهارات التواصل، وتعلم كيفية تحديد الأولويات، وغير ذلك.
علاج الاحتراق الوظيفي:
يتأخر كثير من الناس في طلب المشورة المهنية أو إدراك الإصابة بالاحتراق الوظيفي، ويتوقع كثير من الناس عند طلبهم للتداوي وجود أدوية مخصصة للاحتراق الوظيفي، وفي الواقع لا يوجد دواء محدد للاحتراق نفسه، وفي كثير من الحالات يتزامن الاحتراق الوظيفي مع حالات أخرى مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات النوم التي يمكن علاجها بالأدوية.
ولذلك فالخيار الأنسب والأفضل دائمًا في العلاج هو ما يحدده المختص، حيث توجد العديد من الأساليب العلاجية، ومنها: العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، العلاج الجماعي أو المجموعات الداعمة، والإرشاد أو العلاج النفسي، وغيرها.