يتداول بكثرة هذه الأيام مصطلح الاحتراق الوظيفي، ولنتعرف أكثر على هذا المصطلح
ما هو الاحتراق الوظيفي؟
الاحتراق الوظيفي هو حالة من الإرهاق البدني والعاطفي والذهني الناتج عن الإجهاد المفرط والضغط المستمر في العمل.
وقد ينتج عن الاحتراق الوظيفي عدد من المشكلات الصحية، ومنها: الاكتئاب، والقلق، والأرق.
كيف أعرف أني مصاب بالاحتراق الوظيفي؟
يتم عادةً توصيف الاحتراق الوظيفي من خلال مجموعة من الأعراض التي يصاب بها المرء سويًا. وأهم هذه الأعراض هي الآتي:
١- وجود إجهاد مزمن وإرهاق على المستوى الجسدي والعاطفي
٢- وجود مشاعر دائمة من الانفصال عن العمل أو الوظيفة أو الواقع
٣- شعور مزمن بعدم الإنجاز أو عدم التأثير والفاعلية في العمل
٤- ملاحظة انخفاض الإنتاجية وعدم القدرة على التركيز
وقد يرتبط بالاحتراق الوظيفي أعراض جسدية مصاحبة مثل: الصداع المزمن أو اضطراب النوم أو مشاكل في الجهاز الهضمي والقولون العصبي.
ولابد حتى تشخص الحالة من تواجد هذه الأعراض بشكل مستمر.
هناك أشخاص هم أكثر عرضة للإصابة بالاحتراق الوظيفي فالأشخاص الذين يعملون في المهن ذات الضغط العالي كالأطباء هم في خطر أكبر للإصابة بالاحتراق الوظيفي. أيضًا الأشخاص المتصفين بصفات شخصية معينة، مثل: النزعة الكمالية، والالتزام العالي بالعمل؛ هم أكثر عرضة للإصابة بالاحتراق الوظيفي.
الأسباب التي تزيد من احتمالية الإصابة بالاحتراق الوظيفي
توجد عدة عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بالاحتراق الوظيفي ومنها:
١- عدم القدرة على إدارة الضغوطات في العمل بكفاءة وفعالية.
٢- عدم وجود مهام محددة أثناء العمل مما يزيد العبء النفسي على الموظف ويشعره بأنه لا يتحكم بعمله أو جدوله الزمني.
٣- الشغف الكبير والتطلع نحو المثالية أو الميل الدائم نحو تحقيق الإنجازات.
٤- اتباع الإنسان أنظمة غير صحية فيما يتعلق بالرياضة والغذاء والنوم.
٥- فقدان التقدير والشعور بأن العمل المنجز غير مقدَّر أو غير معترف به.
٦- وجود ضغوطات وعقبات مصاحبة في الحياة الشخصية والاجتماعية، وبالتالي تقل فرصة الحصول على دعم من المحيط الأسري والاجتماعي.
هل الإصابة بالاحتراق الوظيفي مزمنة؟
ليس بالضرورة، فالاحتراق الوظيفي ليس إصابة تحدث مرة واحدة وإنما هو حالة من الإجهاد المزمن. ويمكن أن يستمر الاحتراق الوظيفي لشهور أو سنوات إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح. وتختلف مدة الإصابة به من شخص لآخر بحسب عدة عوامل مثل: درجة الاحتراق الوظيفي، والمرونة النفسية للشخص، وسرعة تشخيص المشكلة والتعرف عليها، وسهولة الوصول إلى العلاج والتداوي.
ما هي عواقب الإصابة بالاحتراق الوظيفي؟
قد يكون للاحتراق الوظيفي عواقب وخيمة على الصحة العقلية والجسدية، وتشمل هذه العواقب:
١- الاكتئاب أو القلق: قد يتطور الاحتراق الوظيفي إلى الاكتئاب أو القلق، مما يؤثر سلبًا على الصحة العقلية والجسدية.
٢- اضطرابات النوم: قد يؤدي الاحتراق الوظيفي إلى مشاكل مزمنة في النوم كالأرق.
٣- عدم القدرة على التركيز: قد يتسبب الاحتراق الوظيفي في عدم القدرة على التركيز أو اتخاذ القرار المناسب أو إنجاز المهام أثناء العمل.
٤- مشكلات صحية مصاحبة: قد يؤدي الاحتراق الوظيفي إلى مشكلات صحية أخرى مصاحبة؛ مثل: الصداع، أو آلام القولون، أو ارتفاع ضغط الدم.
٥- نقص الإنتاجية: قد يؤدي الاحتراق الوظيفي إلى انخفاض الإنتاجية في العمل.
٦- ارتفاع معدل الغياب عن العمل: قد يزيد الاحتراق الوظيفي من احتمالية التغيب عن العمل.
كيف يمكن معالجة الاحتراق الوظيفي؟
نعم، وتوجد عدد من الطرق المختلفة التي يمكن من خلالها التعامل مع الاحتراق الوظيفي، وتشمل هذه الطرق: تغييرات في نمط الحياة، وتدريب على مهارات التعامل مع ضغوطات العمل، والحصول على دعم المشرفين والمسؤولين في العمل، وجلسات علاجية نفسية مثل العلاج السلوكي المعرفي، وقد يحتاج المصاب بالاحتراق الوظيفي إلى تناول بعض الأدوية من قبل مختص.
متى يجب أن أذهب إلى المختص عند إصابتي بالاحتراق الوظيفي؟
إذا كنت تعاني من أعراض الاحتراق الوظيفي التي ذكرناها، وكانت هذه الأعراض تؤثر على جودة حياتك وعلى قدرتك على العمل، واستمرت هذه الأعراض على الرغم من محاولتك التحكم بها؛ فلا تترد في طلب الدعم من المختصين من أطباء ومعالجين نفسيين.