preloader

المقالات الصحية

هل يمكن أن تؤدي الألعاب الإلكترونية إلى العزلة
د. إبراهيم الزايد

إدمان الألعاب الإلكترونية في عالم الأطفال والمراهقين هو آفة تعصف بهم في زمننا المعاصر..

هذه المشكلة تشغل أذهان كثير من الآباء والأمهات، ويقابلها كثير من المختصين في عياداتهم حيث تشير الدراسات إلى أن نسبة انتشار هذا الاضطراب تتراوح بين %6 إلى %15 من الأطفال والمراهقين.

تتعدد أسباب إدمان الألعاب الإلكترونية، وتشمل

  • الرهاب الاجتماعي مما يحفز الإفراط في التفاعل الاجتماعي الافتراضي.
  • المشاكل الأسرية أو التنمر المدرسي مما يدفع إلى الهروب من الواقع.
  • طبيعة الألعاب الإلكترونية التي تدفع إلى الإفراط في حب البحث عن التحدي، والمكافآت المستمرة في الألعاب.
  • الإهمال الأسري، أو الفراغ العاطفي، مما يجعل الطفل، أو المراهق يبحث عن عالم آخر يشاركه مشاعره وتفوّقه ويتفاعل معه بصورة مباشرة.

تشمل أعراض هذا الاضطراب مجموعة من العلامات التي تظهر على الأطفال والمراهقين، وأبرزها:

  • يظهر على الطفل، أو المراهق علامات التوتر، والقلق عند محاولة تقليل وقت اللعب أو منعه من اللعب.
  • قضاء وقت طويل في اللعب على حساب الأنشطة اليومية الأخرى في حياته مثل الدراسة، والتفاعل الاجتماعي مع العائلة، والأصدقاء، أو ممارسة الرياضة مما يؤدي إلى إهمال تلك الواجبات، أو النشاطات وتزايد وتيرة الوقت المخصص للألعاب الإلكترونية على حساب تلك النشاطات اليومية.
  • تراجع الأداء الأكاديمي، وانخفاض مستوى الأداء الدراسي؛ نتيجة لتخصيص وقت أقل للدراسة والواجبات المدرسية كذلك فقدان الشغف في الدراسة وما يصاحبه من قلة التركيز أثناء الدراسة.
  • الانسحاب، والعزلة الاجتماعية مما يقلل تواصل الطفل، أو المراهق مع أقرانه، وأفراد أسرته ويكون ذلك بارزًا من خلال الإحساس المفرط بثقل التفاعل الاجتماعي وعدم الرغبة فيه.
  • الإهمال الصحي نتيجة للإفراط في شعور التحدي، والمنافسة وما يحصل عليه من مكافأة أثناء اللعب قد ينسي الطفل، أو المراهق تناول الطعام، أو الشراب، ويقل اهتمامه بنظافته الشخصية واضطراب ساعات نومه مما يؤثر سلبًا على صحته العامة.

طرق علاج هذا الاضطراب:

  • يتطلب علاج إدمان الألعاب الإلكترونية تدخلًا متعدد الجوانب، يشمل دعم الأسرة، وتنظيم وقت اللعب كذلك تغيير سلوك الطفل أو المراهق من خلال جلسات العلاج النفسي.
  • قد يحتاج بعض الأطفال أو المراهقين إلى العلاج الدوائي في حالة وجود اضطرابات نفسية مصاحبة.

سبل الوقاية من هذا الاضطراب:

 تشمل مجموعة من الإجراءات التي يمكن للوالدين والمربّين اتخاذها للحد من احتمالية حدوث إدمان الألعاب الإلكترونية:

  • تحديد وقت محدد واضح لاستخدام الأجهزة الإلكترونية والتأكد من عدم تجاوزه.
  • تشجيع وتعزيز الأنشطة البديلة مثل ألعاب تنمية المهارات والرياضة، القراءة، والفنون، وتوفير بيئة مشجعة للمشاركة فيها.
  • تعزيز التواصل الفعّال بين أفراد الأسرة من خلال قضاء وقت أسري ذو جودة عالية بحيث يكون جاذباً وممتعاً ومفيداً للطفل أو المراهق.
  • متابعة، ومراقبة الأنشطة اليومية للأطفال، والمراهقين، ومتابعة التغيرات السلوكية التي قد تظهر على سلوك الطفل أو المراهق التي قد تشير إلى وجود مشكلة.
  • تقديم الدعم العاطفي، والتوجيه الصحيح للأطفال والمراهقين، وتعليمهم كيفية التعامل مع التحديات والضغوط بطرق صحية وإيجابية.

ختامًا، من المهم أن نتذكر أمرين في غاية الأهمية و هما:

  • أن الوعي بهذه المشكلة، واتخاذ خطوات فعّالة للوقاية أولًا قبل وقوع الطفل أو المراهق في هذا الاضطراب ومعرفة أعراضه قبل تفاقم المشكلة،
  • كذلك علاج هذا الاضطراب وعدم إهماله أو تجاهله يمكن أن يساعد في الحد من تأثيرات إدمان الألعاب الإلكترونية على الأطفال والمراهقين.

    إرفاق ملف

    صيغة الملفات المطلوبة pdf. docx. والحد الأعلى لحجم الملف هو 2MB