preloader

المقالات الصحية

الصحة السلوكية والعقلية لدى الأطفال والمراهقين
د.سعود بن عبدالرحمن العمر -استشاري طب الأطفال والمراهقين ، مستشفى الملك عبدالله الجامعي بجامعة الأميرة نورة

تعتبر الصحة العقلية، والسلوكية من العناصر الأساسية التي تؤثر على نمو الأطفال والمراهقين، وتطورهم. فالصحة النفسية الجيدة تساعد في النمو العقلي السليم، وتعزيز القدرة على التعلم، وبناء علاقات اجتماعية صحية، وتحقيق الأهداف الشخصية.

تتجلى أهمية الصحة العقلية في عدة جوانب.

 أولاً، الأطفال، والمراهقون الذين يتمتعون بصحة نفسية جيدة يكونون أكثر قدرة على مواجهة التحديات اليومية، سواء أكانت دراسية، أو اجتماعية.

كما تساهم الصحة العقلية في تعزيز الثقة بالنفس، وتحسين الأداء الأكاديمي.

 الأطفال الذين يعانون من مشكلات نفسية قد يواجهون صعوبات في التركيز، مما يؤدي إلى تدني نتائجهم الدراسية.

ثانيًا، تلعب الصحة السلوكية دورًا محوريًا في تشكيل سلوكيات الأطفال، والمراهقين. فالمشكلات السلوكية، مثل: العدوانية، أو الانسحاب الاجتماعي قد تشير إلى وجود اضطرابات نفسية.

من المهم التعرف على هذه المشكلات مبكرا لتقديم الدعم، والعلاج المناسبين، مما يساعد على الوقاية من تفاقم الأعراض.

علاوة على ذلك، تؤثر الصحة العقلية والسلوكية على العلاقات الأسرية، والاجتماعية.

 الأطفال الذين يشعرون بالراحة النفسية يكونون أكثر انفتاحاً على التواصل، والتفاعل مع الآخرين، مما يسهم في بناء صداقات قوية، وتعزيز الشعور بالانتماء.

‏إن وجود بيئة أسرية حاضنة، وآمنة تساعد الأطفال على بناء الثقة بأنفسهم، والشعور بالأمان، والنمو الذهني السليم.

‏وإن مما يعزز ذلك، ‏ أن يحترم الوالدان بعضهم بعضا أمام الأطفال، وألا ‏تناقش المشاكل الأسرية أمامهم، ‏وأن يشعروا بالأمان في البيت.

‏إن الأطفال، والمراهقين يستمدون قوتهم، وثقتهم بأنفسهم من والديهم من خلال التعامل اليومي، والاستماع لهم بإنصات، واهتمام، وبدون إصدار أحكام مسبقة، أو تقليل من مشاعرهم، واهتماماتهم.

‏إن قربك من أبنائك يسهل عليك معرفة ما يمرون به من صعوبات، وتحديات، ‏والوقوف إلى جانبهم، ومساعدتهم على تجاوزها سواء أكانت في المدرسة، أو في المنزل، أو بعض التقلبات المزاجية التي يمرون بها خلال فترة المراهقة.

‏إن فهم الوالدين لطبيعة هذه المرحلة النمائية، والانتقالية يختصر الكثير من الوقت والجهد في التعامل معهم، وتلبية احتياجاتهم، وبناء أطفالا أقوياء يبنون مستقبلا مشرقا.

في الختام، يجب أن نولي اهتمامًا خاصًا للصحة العقلية، والسلوكية لدى الأطفال والمراهقين، من خلال ‏ خلق بيئة آمنة، بناء علاقات إيجابية، التواصل الفعال، الاحترام والتقدير، تعزيز الثقة بالنفس، تعليمهم مهارات التأقلم مع الضغوط، وإدارة المشاعر، تعزيز المرونة النفسية، تنمية العلاقات الاجتماعية، تشجيع النشاط البدني، توفير التعليم المناسب، التعليم بالقدوة، وتقديم التثقيف اللازم، والدعم النفسي عند الحاجة. فالاستثمار في صحتهم النفسية هو استثمار في مستقبلهم.

حفظهم الله وأقر أعينكم بصلاحهم، ونجاحهم، ونفع بهم دينهم، ووطنهم.

    إرفاق ملف

    صيغة الملفات المطلوبة pdf. docx. والحد الأعلى لحجم الملف هو 2MB