السمنة أم الخبائث.. السمنة لا تليق بكم
نظراً لازدياد نسبة السمنة، وزيادة الوزن، والسمنة المركزية بمحيط الخصر في العالم أجمع، ولإهمال البعض لأنماط الحياة الصحية، مثل: ممارسة النشاط البدني، وتناول الغذاء الصحي، والنوم الكافي، والتكيف مع ضغوطات الحياة، ونظراً لازدياد عدد من يطلقون على أنفسهم المؤثرين بالسوشيال ميديا (وسائل التواصل الاجتماعي) ويطلقون العنان لأنفسهم بإعطاء نصائح صحية للمتابعين بالملايين، ويصفون لهم المكملات الغذائية، ومنتجات التخلص من السمنة في أيام معدودة، وغيرها من وصفات التنحيف بدون وعي، و لما لها من آثار جسيمة على صحة من يصدقهم، ويستخدمها من غير استشارة طبية، كانت هناك حاجة ملحة في مجتمعاتنا العربية، وتحديداً المجتمع الخليجي؛ ليتبنى الاستشاريون المختصون في مجال الرعاية الصحية إيصال المعلومة الصحية الطبية بطريقة سهلة، وصحيحة إلى المتلقي، وها نحن نبدأ معكم بالتوعية عن مرض السمنة، المسببات، والمضاعفات، والعوامل التي تؤدي إليها، وكيفية الوقاية منها، وتشخيصها وعلاجها بالطريقة الصحيحة العلمية المدروسة. أدرجت منظمة الصحة العالمية السمنة ضمن الأمراض غير السارية وليست مجرد (عرضاً)، والسمنة مرض تزيد فيه كمية دهون الجسم زيادة كبيرة، إن السمنة تحدث عند استهلاك عدد سعرات حرارية أكثر من حرقها خلال الأنشطة اليومية العادية، والتمارين الرياضية، وبالتالي يخزن الجسم هذه السعرات الحرارية الزائدة عن الحاجة على هيئة دهون. ومن أسباب السمنة: يستخدم مؤشر كتلة الجسم (BMI) غالبًا لتشخيص السمنة وللمزيد من الدقة يستخدم تحليل مكونات الجسم من كتلة الجسم، وكتلة العضلات، وكتلة الدهون، وكمية الماء في الجسم؛ للتشخيص وهو عبارة عن جهاز يقيس المكونات المذكورة، ولحساب مؤشر كتلة الجسم هو الوزن بالكيلوجرام ويُقسم على الطول بالمتر المربع، وللعلم تتوفر على الإنترنت العديد من التطبيقات والبرامج التي تساعد على حساب مؤشر كتلة الجسم تلقائياً، وتنقسم السمنة إلى ثلاث مراحل، المرحلة الأولى من 30 إلى 34.9 والمرحلة الثانية من 35 إلى 39.9 والمرحلة الثالثة وهي السمنة المفرطة من 40 وأكثر. ويستخدم قياس محيط الخصر لمعرفة الإصابة بالسمنة المركزية، وهو قياس متوفر في البيت، وفي متناول أيدي الجميع، فقط عليكم معرفة الطريقة الصحيحة للقياس، وهو بوضع شريط القياس في منتصف الخط الوهمي الواصل (عمودياً) بين آخر عظمة بالقفص الصدري، وبين أعلى نقطة في عظمة الحوض، وتختلف المقاسات بين الرجال والنساء، فالطبيعي عند النساء أقل من 88 سنتيمتر، والسمنة المركزية بالنساء تبدأ من 88 سنتيميتر فأكثر، أما عند الرجال فالطبيعي أقل من 102 سنتيمتر، والسمنة المركزية بالرجال تبدأ من 102 سنتيمتر فأكثر. تعتبر السمنة من عوامل الخطورة البيولوجية، التي قد تؤدي إلى الإصابة بالأمراض المزمنة غير السارية الأخرى مثل مرض السكري، أو مرض ارتفاع ضغط الدم، أو مرض ارتفاع الدهون، أو أمراض القلب، وتصلب الشرايين أو الأمراض السرطانية بمختلف أنواعها، و للوقاية من الإصابة بمرض السمنة، وغيرها من الأمراض يجب علينا جميعاً اتباع أنماط الحياة الصحية من تناول الغذاء الصحي المعتدل، وذلك بتجنب تناول السكريات والمشروبات المحلاة مثل المشروبات الغازية، ومشروبات الطاقة، وحتى الخالية من السكر منها (مشروبات الدايت) وتجنب تناول النشويات بإفراط وخصوصًا النشويات المكررة مثل الخبز الأبيض والأرز الأبيض والباستا البيضاء، والاستعاضة عنها بالأسمر منها، وتجنب تناول العصائر وحتى الطبيعية منها والاستعاضة بدلاً عنها بتناول الفاكهة كما هي (بدون عصر)، والامتناع عن تناول الشيبس لما فيه من زيوت غير صحية، ومواد مضافة ومحسنات نكهة، التي تحفز الجسم على تناول الأكل بإفراط. وممارسة النشاط البدني اليومي المعتدل الشدة إلى متوسط الشدة نصف ساعة يومياً على الأقل لمدة خمسة أيام بالأسبوع على الأقل، بمعدل ١٥٠ دقيقة على الأقل في الأسبوع، والامتناع عن التدخين، وتجنب الجلوس مع المدخنين؛ لعدم التعرض للتدخين السلبي، والتكيف مع الضغوطات الحياتية بعدد من الطرق المختلفة، مثل تمارين الاسترخاء التنفسي وطريقة العد التي تستخدم للاسترخاء، أو التخلص من الغضب، والتوتر وغيرها من الطرق، وأخذ قسط كاف من النوم للشخص البالغ بمعدل ٦ إلى ٧ ساعات متواصلة بالفترة المسائية أفضل من الفترة النهارية حتى يزيد إفراز هرمون الشبع، ويقل إفراز هرمون الجوع، ولا ننس عمل الفحوصات الدورية حسب استشارة الطبيب بمركزكم الصحي للكشف المبكر عن الأمراض. هناك عدد من الطرق؛ لتقوية الإرادة للتخلص من السمنة، ومنها: معرفة الهدف من تقليل الوزن، إذا كان الهدف صحيًا، أو جماليًا، أو نفسيًا، والاستعداد النفسي، وتحديد يوم للبدء. أيضًا التحكم بالمثيرات التي تصاحب تناول الكثير من الطعام، مثل: الجلوس أمام التلفزيون، أو وضع بعض الأنواع من الأكل، والأطعمة على الطاولة بصورة مستمرة في غرفة الطعام، أو غرفة الجلوس، وغرفة التلفزيون، أو الجلوس مع الأصدقاء في مطعم، وتناول الأطعمة بدون حساب للكميات، وغيرها من المثيرات. ومن ثم الحرص على تغيير السلوكيات غير المرغوب فيها. وتعتبر المكافأة والتشجيع أحد الوسائل لتقوية الإرادة للتخلص من السمنة، ولا سيما التفكير الإيجابي، ورفع الروح المعنوية يساعدان على وضع الخطط الهادفة لإنقاص الوزن، ولا ننس دعم، وتشجيع الأسرة، والأصدقاء الذين لهم الأثر الكبير في تقوية الإرادة، والبعض يتخذ من أسلوب التحدي وسيلة للوصول للغاية. أما مراقبة الذات عن طريق السجل اليومي للطعام، والنشاط البدني فقد أثبتت فاعليتها في جعل الدماغ يفكر قبل أن يُقدم على تناول الطعام والشراب بصورة واعية. ونلخص بعض الطرق للتخلص من السمنة المركزية (الكرش) بتجنب تناول السكريات، والعصائر والمشروبات المحلاة، مثل: المشروبات الغازية، ومشروبات الطاقة، تناول البروتينات، والتقليل من الكربوهيدرات، تناول الأطعمة الغنية بالألياف، ممارسة تمرينات تقوية عضلات البطن، مراقبة الأكل اليومي وتسجيل ما يتم تناوله لتقييمه، وتناول الكمية الكافية من الماء يوميًا. متى يجب مراجعة الطبيب؟ إذا ساوركم القلق حيال الوزن، أو المشكلات الصحية المرتبطة بالوزن، فراجعوا خبراء الرعاية الصحية، ليخبروكم عن كيفية التحكم في السُمنة، وعمل الفحوصات اللازمة. يمكنكم أنتم وبتعاونكم مع فريق الرعاية الصحية تقييم المخاطر الصحية ومناقشة خيارات إنقاص الوزن. ليكن هدفنا تشجيع بعضنا بعضًا على تبني النمط الغذائي الصحي، والرياضي اليومي؛ ليكون ثقافة مجتمعية نقضي من خلاله على السمنة ومضاعفاتها.

الدكتورة كوثر محمد العيد - استشارية صحة عامة
لقراءه المقال