preloader

المقالات الصحية

أحدث المقالات

طرق الوقاية من الاحتراق الوظيفي
الوقاية من الاحتراق الوظيفي: مشكلة الاحتراق الوظيفي من المشكلات الصحية المعقدة التي تتداخل فيها عدة أطراف وجهات، وليست محصورة على الفرد، ولمنع حصول الاحتراق الوظيفي يمكن إجراء عدد من التدخلات على عدة مستويات مما يقلِّل من فرصة حصول الاحتراق الوظيفي،,وهنا أربعة مستويات من التدخل التي يمكن من خلالها تقليل احتمالية حصول الاحتراق الوظيفي وهي: ١- العناية بالذات. ٢- الدعم الاجتماعي. ٣- الدعم المؤسسي. ٤- المشورة المهنية. يمكن من خلال هذه المستويات الأربع تناول آليات ووسائل تقليل احتمالية حصول الاحتراق الوظيفي، وذلك في الآتي: ١. العناية بالذات: قد لا تكون محظوظًا بحصولك على دعم اجتماعي أو مؤسسي، ولكن هذا لا يعني الاستسلام وانتظار حصول المشكلة. هنا تكمن أهمية العناية بالذات ورعايتها على المستوى الشخصي. تتضمن العناية بالذات مجموعة من الأنشطة التي يمكنها أن تحسن من الصحة الجسدية والعقلية. تشمل هذه الأنشطة تعزيز: النوم الجيد، والتغذية الصحية، والنشاط البدني الكافي، وممارسة الاسترخاء والتأمل، والاعتناء بالصحة الروحية. هذه المحاور الخمسة هي أسس مهمة لتحسين نمط الحياة الصحي، ومن ثمَّ تقليل فرصة حدوث الإرهاق الوظيفي. حيث إن هذه الأسس الخمسة تعدُّ من أهم الطرق التي تعزز المرونة النفسية ومن ثمَّ اللياقة العقلية النفسية. جانب آخر ينبغي دائمًا الاهتمام به على المستوى الشخصي وهو تعلُّم آليات التعامل مع الضغوط، حيث توجد العديد من الآليات والممارسات التي يمكن من خلالها تعزيز الصحة العقلية وتخفيف آثار الضغوط النفسية على الموظف. ٢. الدعم الاجتماعي: إن العلاقات الإيجابية مع المحيطين بك قد توفر دعمًا لا يمكنك تخيل أثره! وجود الأصدقاء، والعائلة، والزملاء، والمجموعات الاجتماعية هي بلا شك مصادر قيمة للدعم الاجتماعي متى كانت بالشكل المطلوب والصحيح. إن انعزال الشخص عن محيطه قد يكون في التصورات المبدئية مفيدًا للصحة، إلا أنه في الواقع ليس كذلك خصوصًا مع مرور الزمن. ٣. الدعم المؤسسي: وللمؤسسات والمنظمات دور هام في تقليل احتمالية حدوث الاحتراق الوظيفي. والأساليب الإدارية التي يمكن أن تتبعها المنظمات في سبيل تحقيق ذلك كثيرة ومنها: – تحسين ظروف العمل؛ بتطبيق ساعات العمل المرنة مثلًا أو تمكين الموظفين من العمل بشكل هجين من المنزل ومن مقر العمل وغير ذلك. – تقليل الحمل الوظيفي على الموظفين من خلال تحديد مهامهم بوضوح منذ بداية السنة المالية للمنظمة، ومشاركة الموظفين القرار فيما يتعلق بالمهام الوظيفية. – توفير سياسات تتعلق بالصحة النفسية في المنظمة والحفاظ عليها وتعزيزها. – توفير فرص للتدريب والتطوير المهني في المنظمة. ٤. المشورة المهنية: من الجيد تذكر وجود فرصة للوصول إلى المختص المعني بحالتك من طبيب أو أخصائي نفسي، إن زيارتك للمختص لا يلزم منه احتياجك للعلاج، فقد يكون لمجرد طلب المشورة المهنية. قد تكون محتاجًا للحديث مع المختص أو تعلم بعض التقنيات التي تفيدك في التعامل مع المشكلة؛ وتشمل هذه التقنيات -التي يمكن استفادتها من المختص-: تقنيات إدارة الضغط، وتحسين مهارات التواصل، وتعلم كيفية تحديد الأولويات، وغير ذلك. علاج الاحتراق الوظيفي: يتأخر كثير من الناس في طلب المشورة المهنية أو إدراك الإصابة بالاحتراق الوظيفي، ويتوقع كثير من الناس عند طلبهم للتداوي وجود أدوية مخصصة للاحتراق الوظيفي، وفي الواقع لا يوجد دواء محدد للاحتراق نفسه، وفي كثير من الحالات يتزامن الاحتراق الوظيفي مع حالات أخرى مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات النوم التي يمكن علاجها بالأدوية. ولذلك فالخيار الأنسب والأفضل دائمًا في العلاج هو ما يحدده المختص، حيث توجد العديد من الأساليب العلاجية، ومنها: العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، العلاج الجماعي أو المجموعات الداعمة، والإرشاد أو العلاج النفسي، وغيرها.
د.مهند آل مغثم
لقراءه المقال
ماهو الاحتراق الوظيفي
يتداول بكثرة هذه الأيام مصطلح الاحتراق الوظيفي، ولنتعرف أكثر على هذا المصطلح ما هو الاحتراق الوظيفي؟ الاحتراق الوظيفي هو حالة من الإرهاق البدني والعاطفي والذهني الناتج عن الإجهاد المفرط والضغط المستمر في العمل. وقد ينتج عن الاحتراق الوظيفي عدد من المشكلات الصحية، ومنها: الاكتئاب، والقلق، والأرق. كيف أعرف أني مصاب بالاحتراق الوظيفي؟ يتم عادةً توصيف الاحتراق الوظيفي من خلال مجموعة من الأعراض التي يصاب بها المرء سويًا. وأهم هذه الأعراض هي الآتي: ١- وجود إجهاد مزمن وإرهاق على المستوى الجسدي والعاطفي  ٢- وجود مشاعر دائمة من الانفصال عن العمل أو الوظيفة أو الواقع ٣- شعور مزمن بعدم الإنجاز أو عدم التأثير والفاعلية في العمل ٤- ملاحظة انخفاض الإنتاجية وعدم القدرة على التركيز وقد يرتبط بالاحتراق الوظيفي أعراض جسدية مصاحبة مثل: الصداع المزمن أو اضطراب النوم أو مشاكل في الجهاز الهضمي والقولون العصبي. ولابد حتى تشخص الحالة من تواجد هذه الأعراض بشكل مستمر. هناك أشخاص هم أكثر عرضة للإصابة بالاحتراق الوظيفي فالأشخاص الذين يعملون في المهن ذات الضغط العالي كالأطباء هم في خطر أكبر للإصابة بالاحتراق الوظيفي. أيضًا الأشخاص المتصفين بصفات شخصية معينة، مثل: النزعة الكمالية، والالتزام العالي بالعمل؛ هم أكثر عرضة للإصابة بالاحتراق الوظيفي. الأسباب التي تزيد من احتمالية الإصابة بالاحتراق الوظيفي توجد عدة عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بالاحتراق الوظيفي ومنها: ١- عدم القدرة على إدارة الضغوطات في العمل بكفاءة وفعالية. ٢- عدم وجود مهام محددة أثناء العمل مما يزيد العبء النفسي على الموظف ويشعره بأنه لا يتحكم بعمله أو جدوله الزمني. ٣- الشغف الكبير والتطلع نحو المثالية أو الميل الدائم نحو تحقيق الإنجازات. ٤- اتباع الإنسان أنظمة غير صحية فيما يتعلق بالرياضة والغذاء والنوم. ٥- فقدان التقدير والشعور بأن العمل المنجز غير مقدَّر أو غير معترف به. ٦- وجود ضغوطات وعقبات مصاحبة في الحياة الشخصية والاجتماعية، وبالتالي تقل فرصة الحصول على دعم من المحيط الأسري والاجتماعي. هل الإصابة بالاحتراق الوظيفي مزمنة؟ ليس بالضرورة، فالاحتراق الوظيفي ليس إصابة تحدث مرة واحدة وإنما هو حالة من الإجهاد المزمن. ويمكن أن يستمر الاحتراق الوظيفي لشهور أو سنوات إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح. وتختلف مدة الإصابة به من شخص لآخر بحسب عدة عوامل مثل: درجة الاحتراق الوظيفي، والمرونة النفسية للشخص، وسرعة تشخيص المشكلة والتعرف عليها، وسهولة الوصول إلى العلاج والتداوي. ما هي عواقب الإصابة بالاحتراق الوظيفي؟ قد يكون للاحتراق الوظيفي عواقب وخيمة على الصحة العقلية والجسدية، وتشمل هذه العواقب: ١- الاكتئاب أو القلق: قد يتطور الاحتراق الوظيفي إلى الاكتئاب أو القلق، مما يؤثر سلبًا على الصحة العقلية والجسدية. ٢- اضطرابات النوم: قد يؤدي الاحتراق الوظيفي إلى مشاكل مزمنة في النوم كالأرق. ٣- عدم القدرة على التركيز: قد يتسبب الاحتراق الوظيفي في عدم القدرة على التركيز أو اتخاذ القرار المناسب أو إنجاز المهام أثناء العمل. ٤- مشكلات صحية مصاحبة: قد يؤدي الاحتراق الوظيفي إلى مشكلات صحية أخرى مصاحبة؛ مثل: الصداع، أو آلام القولون، أو ارتفاع ضغط الدم. ٥- نقص الإنتاجية: قد يؤدي الاحتراق الوظيفي إلى انخفاض الإنتاجية في العمل. ٦- ارتفاع معدل الغياب عن العمل: قد يزيد الاحتراق الوظيفي من احتمالية التغيب عن العمل. كيف يمكن معالجة الاحتراق الوظيفي؟ نعم، وتوجد عدد من الطرق المختلفة التي يمكن من خلالها التعامل مع الاحتراق الوظيفي، وتشمل هذه الطرق: تغييرات في نمط الحياة، وتدريب على مهارات التعامل مع ضغوطات العمل، والحصول على دعم المشرفين والمسؤولين في العمل، وجلسات علاجية نفسية مثل العلاج السلوكي المعرفي، وقد يحتاج المصاب بالاحتراق الوظيفي إلى تناول بعض الأدوية من قبل مختص. متى يجب أن أذهب إلى المختص عند إصابتي بالاحتراق الوظيفي؟ إذا كنت تعاني من أعراض الاحتراق الوظيفي التي ذكرناها، وكانت هذه الأعراض تؤثر على جودة حياتك وعلى قدرتك على العمل، واستمرت هذه الأعراض على الرغم من محاولتك التحكم بها؛ فلا تترد في طلب الدعم من المختصين من أطباء ومعالجين نفسيين.
د.مهند آل مغثم
لقراءه المقال
سر تمتع أغلب الرياضيين بحالة مزاجية جيدة
في عام (1975م)، اكتُشِف صدفةً أهم مسكنات الألم؛ وهو هِرمون (الإندورفين (Endorphin الذي يفرزه الجسم ذاتياً؛ إذ تنطلق الإندورفينات، والتي هي عبارة عن مجموعة من المركبات الكيميائية الطبيعية، من الغُدّة النخامية في الدماغ، وتؤدي التركيزات المرتفعة منها إلى شعور الإنسان بالنّشْوة، وتعزّز الإحساس لديه بالسرور، إلى جانب تخْيف ما يشعر به من آلام، سواء كانت جسديةً أو وظيفيةً أو حتى عاطفية. في عام (1980م)، أُشير لأول مرة إلى علاقة التمرينات الرياضية بهرمون الإندروفين، ودورها في تحفيز إفرازه داخل الجسم؛ فلقد أجرى مجموعة من الباحثين دراساتٍ عديدة حول تحديد التمرينات الأكثر تأثيراً في زيادة تركيز ذلك الهرمون وما تصاحبه من مشاعر، وجاءت النتائج مُوصيةً بأن التمرينات الهوائية (طويلة المدة)، كالجري الخفيف مثلاً (الهرولة) تُعد أكثر الأنشطة ارتباطاً بزيادة تركيزات الإندورفين؛ ويظهر ذلك جلياً على لاعبي الماراثون (الجري لمسافات طويلة)؛ إذ يشعرون بعد فترة معينة من السباق بإحساس من السعادة والنشوة يجعلهم غير قادرين على التوقف عن الجري، بل يصعب عليهم أحياناً التوقف عن الجري لرغبتهم باستمرار الإحساس بذلك الشعور المثير والمريح؛ ولذا يوصي جميع المختصين الصحيين بممارسة الرياضة كوسيلة للتغلب على ضغوطات الحياة وبعض الأعراض الصحية والنفسية التي يعاني منها الفرد بين الحين والآخر. إذا كنت من الأشخاص الذين جرَّبوا ذلك الإحساس، فأنت تعرف جيداً ماذا تعني هذه الحالة “نشوة الجري Runner’s High”؛ حيث تَدوم الأحاسيس التي يمتزج فيها الشعور بالرضى مع الشعور بالراحة لساعات طويلة بعد التمرين لا سيما التمرينات الممتدة لمدة لا تقل عن (50 دقيقة) بشكل متواصل، فلربما تكون هذه الجرعة من التمرين مشابهة لتأثير مجموعة أخرى من المحفزات لهذا الهرمون، مثل: الضحك، التدليك، وبعض الأطعمة والعناصر الغذائية كالشوكولاتة، أو بعض الزيوت العطرية كاللافندر والبابونج.
د. عبد الله الصيرفي
لقراءه المقال
خرافات شائعه حول الاكتئاب
تذكر بأن تلك فكرة واحدة من أفكار عدسات الاكتئاب السوداوية التي لم تكن لدينا قبل حفرة الاكتئاب، وفي اليوم الواحد تأتينا جميعا ما يقارب ٥٠ ألف فكرة سوداوية سلبية، فهل نصدقها؟  هي مجرد فكرة تسعى بها عدسة الاكتئاب ألا نحاول فنقبع في حفرتها ما تبقى من عمرنا الاكتئاب اضطراب مثبت علميا ويحتاج للعلاج، وتأخير العلاج قد يزيد من شدة حدته، لذلك يجب طلب العلاج لتجنب شدة الحدة مستقبلا  هذه أيضا فكرة سوداوية طبيعي حدوثها عبر عدسة الاكتئاب فالعدسات تضخّم الصغير من التقهقر وتصغّر الكبير من التحسن. تذكر دوما بأن سهم التحسن مع العلاج متدرّج ومتعرّج وأن المهم استشعار التحسن مهما صغر فذلك ما يزيد الأمل ومعه يزداد العمل، فاستشعار المخرج يعطينا الطاقة للاستمرار في المحاولات ويجب علينا مقارنة كيف كنا بكيف أصبحنا لنحكم بالنظر للحقائق بدلاً من تصديق الأفكار السوداوية. كذلك، معرفة أن ما حدث على مدى أشهر وسنين قد يستغرق أسابيعا للشعور بالفرق، لذلك استمر فستصل بإذن الله. هذه خرافة وللأسف متداولة في مواقع التواصل الاجتماعي. مضادات الاكتئاب لا تسبب الإدمان، ولكن البعض عند التوقف عنها فجأة قد يشعر بأعراض التوقف عنها، لأنها عادة يتم البدء بها تدريجيا وكذلك طريقة ايقافها تتم تدريجيا. وبذلك، عدم التدرج بالتوقف بها هو ما يسبب أعراض التوقف تلك وليس الدواء بحد ذاته. لذلك، لا تتوقف عنها فجأة، بل قم بمشاورة طبيبك النفسي في كيفية التوقف عنها تدريجيا أدوية مضادات الاكتئاب مجرد خيار علاجي واحد ضمن عدة خيارات علاجية كلامية أو سلوكية من التي تم ذكرها مسبقا. لذلك، استشر الطبيب النفسي ومختص علم النفس لتصميم الخطة العلاجية التي تناسب حالتك. الجلسات العلاجية تعطينا مهارات فكرية وسلوكية للتغلب على الاكتئاب والاستمرار في التحسن حتى بعد التوقف عن الجلسات. فالهدف من الجلسات أن تكون معالجاً لنفسك مستقبلا في حال عادت نوبة الاكتئاب والبعض قد يحضر جلسة أو جلستين للدعم ولتذكر المهارات السابقة في حال كان هناك حاجة لذلك التحدث مع مختص نفسي على العكس من ذلك يشعرك بتفهم مشكلتك ويفتح لك آفاقاً وآمالا ويتم ذلك عبر خصوصية وسرية تامة. الاكتئاب اضطراب نفسي مثبت علميا وليس جزءاً طبيعيا من الحياة فله علاج كما للأمراض الأخرى علاج.  ليس كل من لديه تاريخا وراثيا بالاكتئاب سيعاني منه لذلك، لنطلب العلاج. هناك أئمة مساجد وحفظة قرآن يعانون من الاكتئاب لذلك هو ليس بسبب نقص الوازع الديني وإلا لكان كل شخص غير متدين يعاني الاكتئاب وهذا غير صحيح. الحزن عاطفة طبيعية لا تعيقنا عادة عن الاستمتاع بالحياة وتكون عاطفة الحزن عادة عابرة ومرحلية، لكن مع الاكتئاب تكون عاطفة الحزن بإفراط أغلب الأوقات مما يعيقنا عن أداء مهامنا في الحياة. لذلك، الاكتئاب لا يساوي الحزن، فالحزن الدائم في الاكتئاب هو فقط عرض واحد من أعراضه التسعة. هذه أحد أفكار عدسات الاكتئاب السوداوية الخاطئة فالكثير ممن يعاني من الاكتئاب قوي الشخصية وذو مناصب عالية وظيفيا واجتماعيا، ولكن يحاول الاكتئاب أن يقنعنا بضعفنا كي يتقوى أكثر بتسويده لعدساتنا. الاكتئاب يسلبنا الطاقة والنشاط والاستمتاع بما كنا نستمتع بتأديته مسبقا وهذا قد يفسر خطئا بأنه كسل وهو ليس كذلك، فتلك أعراض للاكتئاب وغالبا ما يجهل الناس الفرق فيستخدمون تفسيراتهم غير المتخصصة لتفسير ما لا يعرفونه. لذا، استشر مختص نفسي
د.حسين آل عماد
لقراءه المقال
الاكتئاب
الاكتئاب أحد اضطرابات المزاج الأكثر شيوعا في العالم وأحد أهم أنواعه هو الاكتئاب الرئيسي والذي يصيب تقريبا واحدا من كل ١٠ أشخاص. بينما قد تصيب نوبة الاكتئاب واحدة من كل ٣ نساء وواحد من كل ٥ رجال قبل عمر ال ٦٥ عاما. لذلك لا عليك، أنت لست لوحدك فهو اضطراب شائع عالمي وله طرق علاجية مناسبة سنتحدث عنها في هذا المقال. ما هو؟ أولا لا بد من معرفة أنك لست الاكتئاب فهو مجرد تغير لون عدسات نظاراتنا للحياة الشفافة باللون الأسود بسبب الاكتئاب فلم يخلقنا الله تعالى بعدسات سوداوية اكتئابية. لذلك الاكتئاب شيء دخيل، وكما تغيرت العدسات للأسوأ فهنالك طرق علاجية للتخلص من السوداوية في النظرة ورجوع العدسات شفافة كما كانت. ومهما اقنعتك النظرة من خلال تلك العدسات الاكتئابية السوداء بأن لا أمل من المحاولة والحياة، تذكر بأنها مجرد أفكار اكتئابيه تشعرنا بالحزن وستعود العدسات لشفافيتها كما كانت من قبل. مع تكتل الضغوط الحياتية (ضغوط أسرية، اجتماعية، وظيفية، صحية، مادية أو تعليمية)، قد نسقط في حفرة الاكتئاب ذات التربة السوداء والتي تلوّن عدسات نظارتنا للحياة بالسواد. فنجد أنفسنا في حفرة الاكتئاب نشعر بالحزن المستمر ونوبات البكاء العفوية أحيانا. ومع ذلك، نفقد شغفنا واستمتاعنا بالأنشطة التي كنا نستمتع بها. مثلا: من كان يستمتع بالتواصل مع الآخرين قد ينعزل لانعدام المتعة من ذلك بسبب سوداوية عدسة الاكتئاب ومن كان يستمتع بممارسة نشاط معين قد يفقد ذلك بسبب سوداوية العدسات الاكتئابية.  وفي قعر الحفرة، بطبيعة عمقها قد لا نتمكن من رؤية أهدافنا التي رسمناها قبل السقوط في تلك الحفرة فنيأس من المستقبل ونجتر أفكار الماضي وأحدثه المؤلمة مما يزيد سواد عدسات الاكتئاب. فنرى المستقبل بسوداوية وكذلك نرى أنفسنا بنفس العدسة بانعدام الأهمية والدور ويساورنا أفكار سوداوية بأننا أعباء على الآخرين وأنه لا مستقبل لنا وأن الآخرين وأنفسنا لا يستحقون الاهتمام أو حتى الحياة. وكيف لا وعدسات الاكتئاب سوداء ترينا كل شيء بسواد وتثير شكوكنا ومخاوفنا عن أنفسنا وعن الآخرين وعن مستقبلنا. وبسبب الأفكار السوداوية الاكتئابية نبدأ بالتقوقع فلا نخرج للحياة وتبدأ عدسات الاكتئاب السوداء التركيز على كل قبيح فتضخمه والتركيز على كل جميل فتحجّمه فننعزل. ويقتنص الاكتئاب تلك الفرصة لبث المزيد من أفكاره السوداوية؛ ويحثنا على عدم مغادرة السرير أو الغرفة لمعرفته بكون تلك الأفعال تقلل سواد عدساته. ويقنعنا بانعدام أهمية الأكل لنجرد انخفاض الشهية وهو بذلك يغير إعدادات جسمنا كي لا نستزيد من العناصر الغذائية اللازمة لتزويدنا بالقوة لمحاولة الخروج من حفرة الاكتئاب سعيا منه لزيادة عمقها. وعندما نفقد العناصر الغذائية اللازمة، ستنخفض طاقتنا/نشاطنا لتأدية ما كنا نقوم به من مهام فنشعر بتثاقل ووهن فيزداد مع ذلك العزلة ونتجنب فعل ما كان يفرحنا سابقاً وتزداد عدسات الاكتئاب سواداً ومعها نزداد حزنا وانعزالاً فالاكتئاب بذلك يحقق هدفه ليسيطر أكثر فأكثر. ومع زيادة سواد عدسات الاكتئاب، يبدأ بتشكيكنا في أبسط القرارات فيجعل التردد أحد أعوانه في زيادة سواد العدسات فنتجنب اتخاذ أبسط القرارات لشكوكنا حول نتائجها. فعدساته تقول لنا: لا تأكل لأن شهيتك منخفضة، ولا تخرج لأن طاقتك منخفضة، ولا تتواصل مع أحد لأنه لا جدوى من الحياة. ومع ازدياد عمق حفرة الاكتئاب قد نشعر باليأس والإحباط ومع ذلك ينخفض تركيزنا الذي تأثر بسبب العزلة وعدم فعل ما كنا نفعله سابقاً. لكن لنتذكر بأنها مجرد عدسات اكتئابية سوداء لم نكن نرى من خلالها سابقا، كما أتت ستذهب باستخدام مهارات علاجية مثبتة علمياً سأشير إليها لاحقا. فالعدسات الاكتئابية ليست نحن، هي دخيلة وستعود نظارتنا للحياة شفافة كما كانت. كيف يتم تشخيصه: لتشخيص الاكتئاب لا بد من وجود إما انخفاض في المزاج (حزن) أو فقد الاهتمام أو الاستمتاع بالأنشطة التي اعتدنا عليها لمدة أسبوعين فأكثر. إضافة لذلك يجب توفر ما مجموعه ٥ من أصل ٩ أعراض هي: لنتذكر دوما بأن تلك أعراض لمرض كما الدخان عرض للنار وبمجرد إطفاء النار (الاكتئاب) سيتلاشى الدخان (الأعراض) طرق العلاج: عادة ما يقوم الطبيب النفسي أو مختص علم النفس بالاستفسار عن الأعراض تلك وبعد ذلك يتم فعل التالي:  يمكن علاج الاكتئاب البسيط جدا من خلال التثقيف الذاتي والتنشيط السلوكي، والذي يعنى برسم وتخطيط روتين يومي يجمع بين فعل ما اعتدنا فعله مسبقًا وملاحظة أثر ذلك على مزاجنا، وبذلك ينقشع سواد عدسات الاكتئاب تدريجيًا خصوصا إذا لم تتوفر سبل العلاج النفسي لأي سبب كان.   طلب العلاج النفسي مهم جداً ويتم تقديمه من خلال طبيب نفسي أو مختص في علم النفس متخصص في تقديم طريقة العلاج تلك ومنها: العلاج المعرفي السلوكي، العلاج البين شخصي، العلاج النفسي التحليلي، العلاج بالقبول والالتزام والعلاج عبر الدعم النفسي أو العلاج عبر فنية حل المشكلات. وفي هذه المرحلة، قد لا نحتاج لمضادات الاكتئاب حيث إن غالبية الحالات تستجيب لطرق العلاج النفسي الكلامي وإن كان هنالك صعوبة في التحسن فيتم البدء بمضادات الاكتئاب بعد استشارة الطبيب. يتم تحديد الطريقة العلاجية المناسبة مما سبق من قبل الطبيب النفسي أو مختص علم النفس بالإضافة لإمكانية البدء بمضادات الاكتئاب بعد استشارة الطبيب النفسي، مثلا: من يعاني من انخفاض التركيز والذاكرة، مثلًا قد تكون استفادته من العلاج النفسي الكلامي غير كافية وهنا يحتاج للبدء باستخدام مضادات الاكتئاب بالإضافة إلى جلسات العلاج النفسي الكلامي المذكورة سابقاً. بعض حالات الاكتئاب الحادة جدًا قد يتم الاحتياج فيها لطرق علاجية أخرى، مثل التحفيز المغناطيسي أو الكهربائي للدماغ ذات الفاعلية العالية والمثبتة علميا خصوصا عندما تكون حياة الشخص في خطر. طبعا تختلف كل حالة عن الأخرى ويتم تصميم خطة علاجية مناسبة لكل حالة ودوما أنصح المراجعين بالتساؤل عن حل المشكلة التالية: عندما تكون محجوزا بغرفة معينة ولديك ٥ مفاتيح، هل ستستسلم لمجرد فشل المفتاح الأول في فتح باب الغرفة؟ أم أنك ستحاول استخدام ما تبقى من المفاتيح؟  كذلك هي الطرق العلاجية، فقد يستجيب شخص لطريقة علاجية مختلفة عما سبقها، هي مطبه في الطريق وليست الطريق كله ويجب استشعار الأمل (المخرج) للاستمرار في المحاولات مهما قالت لنا عدسات الاكتئاب السوداوية باستحالة ذلك فهي مجرد أفكار يحاول إقناعنا بها الإكتئاب ليستشري فينا أكثر يمكنك تقييم ذاتك إذا كنت تعاني من إكتئاب حاد أم لا من خلال أداة اختبار الصحة النفسية . طريقة المساعدة الذاتية التي اقترحها بناء على أبحاث العلاج المعرفي السلوكي عكس الأفكار والسلوكيات التي يمليها علينا الاكتئاب (كئبون) والتي تؤدي للتعافي منه السبب الأفكار والسلوكيات التي يمليها علينا الاكتئاب (كئبون) فتزيد من حدته التواصل الاجتماعي: قم بخطوات صغيرة في مراسلة صديق أو قريب ومقابلته حتى لمدة ٥ دقائق ولاحظ الفرق في مدى حزنك وكيف كانت الأفكار السوداوية خاطئة. يخفض المزاج حيث لا يتم تصحيح أفكار الاكتئاب السوداوية التي تقول باليأس من مجالسة الاخرين وأننا عبئ عليهم وأن لا اهتمام لهم بنا  الانعزال الاجتماعي قم بتحسين نظامك
د.حسين آل عماد
لقراءه المقال

    إرفاق ملف

    صيغة الملفات المطلوبة pdf. docx. والحد الأعلى لحجم الملف هو 2MB