في هذه الصفحة تجد كل ما تبحث عنه، فيما يخص التهاب الأوعية الدموية (Vasculitis)
ما هو التهاب الأوعية الدموية ؟
التهاب الأوعية الدموية هو: مصطلح يشير إلى مجموعة من الأمراض النادرة، التي تتسم بحدوث التهاب في جدران الأوعية الدموية، بما يشمل الشرايين، الأوردة، والشعيرات الدموية. يحدث الالتهاب نتيجة مهاجمة الجهاز المناعي للأوعية الدموية عن طريق الخطأ، وقد يكون ذلك بسبب عدوى، أدوية، أمراض مناعية، أو بدون سبب معروف (التهاب أولي). يؤدي الالتهاب إلى تضييق الأوعية الدموية، أو انسدادها، ما يقلل تدفق الدم إلى الأنسجة والأعضاء. يمكن أن تتراوح خطورة المرض بين حالات بسيطة تؤثر على الجلد فقط، إلى حالات شديدة تُحدث تلفًا في الأعضاء الحيوية، مثل: القلب، أو الكلى، وأحيانًا قد تكون مهددة للحياة.
ما هي أنواع التهاب الأوعية الدموية ؟
هناك العديد من أنواع التهاب الأوعية الدموية. يؤثر كل نوع على أجزاء مختلفة من الجسم ويمكن أن يؤدي إلى أعراض مختلفة. فيما يأتي نبذة عن بعض الأنواع:
- الأورام الحُبيبية المصحوبة بالتهاب الأوعية (متلازمة تشورغ شتراوس): هو: نوع نادر من التهابات الأوعية الدموية، يؤثر بشكل رئيس على البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 38 و54 عامًا.
- التهاب الشريان الصّدغي (التهاب الشريان ذو الخلايا العملاقة): هو: نوع من التهاب الأوعية الدموية، يؤدي إلى التهاب الشرايين، خاصة تلك الواقعة على جانبي الرأس (الصدغين).
- ورم حُبيبي ويغنري: هو: نوع نادر من التهاب الأوعية الدموية الصغيرة، والمتوسطة، ويؤثر بشكل رئيس على الجهاز التنفسي العلوي، والسفلي (مثل: الأنف، الجيوب الأنفية، والرئتين) والكلى.
- داء كاواساكي: هو: حالة تؤثر بشكل رئيس على الأطفال دون سن الخامسة.
- التهاب الشرايين تاكايسو: هو: نوع من التهاب الأوعية الدموية، يؤثر بشكل رئيس على الشابات. يصيب المرض الشريان الرئيس من القلب، كذلك الشرايين الكبيرة المتفرعة منه.
ما هي أعراض الإصابة بالتهاب الأوعية الدموية ؟
تختلف أعراض التهاب الأوعية الدموية باختلاف نوع الحالة، وحجم الأوعية الدموية المصابة، والأعضاء المتأثرة، ومدى شدة المرض. قد تظهر الأعراض بشكل تدريجي على مدى أشهر، أو فجأة خلال أيام، أو أسابيع. يعاني بعض الأشخاص من أعراض بسيطة، بينما قد يعاني آخرون من مشكلات صحية خطيرة.
تشمل الأعراض التي يمكن أن تظهر، بغض النظر عن نوع التهاب الأوعية الدموية:
- الشعور بالتعب، والإرهاق.
- الحمى.
- آلام عامة في الجسم، خاصة في العضلات، والمفاصل.
- فقدان الشهية.
- فقدان الوزن.
يمكن أن تختلف الأعراض حسب العضو، أو الجهاز المتأثر:
- الجلد: ظهور طفح جلدي، بقع، أو كدمات حمراء، أو أرجوانية، حكة، أو قرح جلدية.
- الرئتان: ضيق في التنفس، سعال، وقد يكون مصحوبًا بدم في الحالات الشديدة.
- الجهاز الهضمي: تقرحات في الفم، آلام في البطن، وفي الحالات الشديدة انسداد في تدفق الدم إلى الأمعاء، مما قد يؤدي إلى ضعف، أو تمزق الأمعاء.
- العينان: احمرار، حكة، حساسية تجاه الضوء، تشوش في الرؤية، وفي الحالات الشديدة قد يحدث فقدان للبصر.
- الجيوب الأنفية، الأنف، الأذنان، والحنجرة: التهابات متكررة، نزيف في الأنف، قرح في الأنف، فقدان السمع أحيانًا.
- الدماغ: صداع، صعوبة في التركيز، تغييرات في الوظائف العقلية، أعراض شبيهة بالسكتة الدماغية مثل ضعف العضلات أو الشلل.
- الأعصاب: تنميل، وخز، ضعف في بعض أجزاء الجسم، ألم مفاجئ أو فقدان الإحساس في اليدين والقدمين.
في الحالات الحادة، قد يؤدي الالتهاب إلى انسداد الأوعية الدموية، أو تمددها، ما يزيد من خطر تمزقها.
ما هي أسباب الإصابة بالتهاب الأوعية الدموية ؟
في معظم الحالات، يبقى السبب الدقيق لالتهاب الأوعية الدموية غير معروف. ومع ذلك، يعتقد العلماء أن خللًا في الجهاز المناعي يلعب دورًا رئيسيًا، حيث يهاجم الأوعية الدموية عن طريق الخطأ، كما لو كانت جسمًا غريبًا. قد يحدث هذا الخلل بسبب عدوى، أو استخدام أدوية معينة، أو أمراض أخرى، مثل: التهاب المفاصل الروماتويدي، والذئبة الحمراء.
بالإضافة إلى ذلك، تُشير الدراسات إلى وجود عوامل خطر تزيد من احتمالية الإصابة، مثل: العمر، والجنس، والجينات الوراثية، والعوامل البيئية.
ما هي طرق تشخيص التهاب الأوعية الدموية (Vasculitis)؟
تشخيص التهاب الأوعية الدموية قد يكون صعبًا؛ نظرًا لأن الأعراض يمكن أن تكون مشابهة لأمراض أخرى. يعتمد التشخيص عادة على العلامات، والأعراض التي يعاني منها المريض، التاريخ الطبي، والفحص السريري إلى جانب نتائج الاختبارات المخبرية، والتصويرية. في بعض الحالات، قد يكون من الضروري استشارة مختصين في مجالات مختلفة، مثل: أطباء القلب وأطباء الجلد، وأطباء الأمراض المعدية، وأطباء الكلى، وغيرها من المجالات.
الاختبارات، والإجراءات التشخيصية:
- تحاليل الدم: تكشف مستويات معينة من خلايا الدم، والأجسام المضادة في الدم التي قد تشير إلى وجود التهاب.
- الخزعة: تعد الخزعة من أفضل طرق التشخيص، حيث يتم أخذ عينة صغيرة من الأنسجة من وعاء دموي، أو عضو مصاب؛ لدراستها تحت المجهر للبحث عن علامات التلف النسيجي، أو الالتهاب.
- الأشعة السينية على الصدر: للكشف عن تأثير التهاب الأوعية الدموية على الرئتين أو الأوعية الكبيرة، مثل: الشريان الأبهر.
- التصوير المقطعي المحوسب (CT scan): يمكن أن يكشف عن علامات التهاب الأوعية الدموية، مثل: داء الورم الحبيبي مع التهاب الأوعية الدموية.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية: للكشف عن علامات ضيق، أو تلف الأوعية الدموية، أو الأعضاء.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يستخدم للكشف عن علامات الالتهاب في الأوعية الدموية، أو الأعضاء.
- التصوير المقطعي للشرايين (CT coronary angiography): فحص الأوعية الدموية لتحديد التلف، أو علامات الالتهاب، أو الانسداد.
- اختبار باثرجي (Pathergy test): يتم إجراءه؛ لاكتشاف مرض بهجت، حيث يتم وخز الجلد بإبرة، أو حقن محلول ملحي صغير، ويتم ملاحظة حدوث تورم، أو تقرحات بعد 48 ساعة.
- اختبار فحص وظائف الرئة: يستخدم لتقييم تأثير التهاب الأوعية الدموية على الرئتين.
- فحص سوائل الجسم، مثل: تحليل البول للكشف عن تلف الكلى.
قد يوصي الطبيب بإجراء هذه الاختبارات بناءً على الأعراض، والمضاعفات التي يعاني منها المريض. في بعض الحالات، يتم استخدام مجموعة من هذه الاختبارات؛ لتأكيد التشخيص بشكل دقيق.
ما هي طرق علاج التهاب الأوعية الدموية (Vasculitis)؟
الهدف الرئيس من علاج التهاب الأوعية الدموية هو تقليل التهاب الأوعية الدموية الذي يسببه هجوم جهاز المناعة. ويعتمد العلاج على شدة المرض، وطبيعة الأوعية الدموية المتأثرة، ويمكن أن يتضمن الأدوية، أو الإجراءات الطبية. فيما يأتي أبرز طرق العلاج:
الأدوية:
- الأدوية المسكنة للألم: يمكن للأدوية المسكنة المتاحة بدون وصفة طبية أن تخفف أعراض التهاب الأوعية الدموية الخفيف، مثل الأسيتامينوفين أو الأيبوبروفين.
- الأدوية المضادة للالتهابات (NSAIDs): تساعد هذه الأدوية في تقليل الألم والالتهاب، ولكن قد تسبب آثارًا جانبية مثل: زيادة النزيف. يجب فحص وظائف الكبد والدم قبل استخدامها.
- الكورتيكوستيرويدات: تقلل هذه الأدوية من نشاط جهاز المناعة، وهي تستخدم في علاج التهاب الأوعية الدموية، وقد يحتاج المرضى إلى تناولها لفترات طويلة (شهور أو سنوات). يمكن أن تسبب الكورتيكوستيرويدات آثارًا جانبية، مثل: انخفاض كثافة العظام، وزيادة مستوى السكر، وضغط الدم، وتخفيف الجلد.
- الأدوية المثبطة للمناعة: مثل: السيكلوفوسفاميد، الميثوتركسات أو الأزاثيوبرين، التي تساعد في تقليل التهاب الأوعية الدموية.
- العلاجات البيولوجية: مثل: الريتوكسيماب والتوسيلزوماب، التي تعمل على أجزاء معينة من جهاز المناعة؛ للتحكم في الالتهابات.
- الغلوبيولين المناعي الوريدي (IVIG): يساعد في السيطرة على استجابة جهاز المناعة من خلال إدخال الأجسام المضادة النقية من المتبرعين الأصحاء.
الإجراءات الطبية:
- فصد البلازما: إجراء يتم فيه إزالة بلازما الدم، واستبدالها ببلازما متبرعين، أو محلول ملحي؛ لخفض مستويات الأجسام المضادة في البلازما.
- الجراحة: في بعض الحالات الشديدة، مثل: داء بويرغر، قد تكون جراحة الأوعية الدموية ضرورية؛ لاستعادة تدفق الدم، ولكن نادرًا ما تستخدم الجراحة لعلاج التهاب الأوعية الدموية.
المراقبة:
نظرًا لأن العلاج قد يستمر لفترات طويلة، فإنه من المهم التحدث مع الطبيب حول كيفية تقليل الآثار الجانبية للأدوية، مثل: تحسين القدرة على مكافحة العدوى من خلال تلقي لقاحات ضد الإنفلونزا، والالتهاب الرئوي، والحزام الناري.
ما هي طرق الوقاية من التهاب الأوعية الدموية (Vasculitis)؟
لا يمكن الوقاية من معظم أنواع التهاب الأوعية الدموية؛ لأن بعضها ناتج عن اضطرابات مناعية ذاتية. ومع ذلك، يمكن الوقاية من بعض الأنواع، أو الحد من تكرارها بناءً على الأسباب التي أدت إلى الإصابة بها. يمكن اتباع بعض الإجراءات التي تساعد في تقليل الأعراض والوقاية من المضاعفات:
الأدوية:
قد يصف الطبيب أدوية لتقليل الأعراض، مثل أدوية مضادة للتخثر؛ لمنع تكوّن جلطات الدم، خاصة إذا كان هناك تمدد في الأوعية الدموية.
- حاصرات البيتا لخفض ضغط الدم، التي قد تكون ضرورية في حالة تمدد الأوعية الدموية.
- أدوية الستاتين التي تتحكم في مستويات الكوليسترول العالية ولها تأثيرات مضادة للالتهابات.
تغيير نمط الحياة:
- اعتماد نمط حياة صحي للقلب، يشمل تناول غذاء متوازن، وممارسة الرياضة بانتظام.
- تجنب المواد المخدرة، مثل: الكوكايين.
- الإقلاع عن التدخين، واستخدام التبغ، حيث يُعد التدخين أحد العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالأمراض القلبية، والوعائية، مما قد يزيد من خطر التهاب الأوعية الدموية.
الوقاية من الأدوية المسببة:
- إذا كانت الأدوية هي السبب في التهاب الأوعية الدموية، فقد يكون من الممكن تجنب تكرار الحالة عن طريق تجنب تلك الأدوية المحددة.
ما هي مضاعفات الإصابة بالتهاب الأوعية الدموية (Vasculitis)؟
إذا لم يتم علاج التهاب الأوعية الدموية، أو تم تشخيصه بعد فترة طويلة، فقد تحدث مضاعفات خطيرة. تعتمد المضاعفات على نوع التهاب الأوعية الدموية وشدته. قد تشمل المضاعفات المحتملة:
- مشكلات في القلب: مثل: التهاب الأوعية الدموية التي تؤثر على الأوعية التاجية، مما قد يسبب مشكلات في تدفق الدم إلى القلب.
- تلف الأعضاء: يمكن أن يتسبب التهاب الأوعية الدموية في تلف الأعضاء المتأثرة، مثل: الكلى، أو الرئتين أو الكبد.
- تمدد الأوعية الدموية: وهي تضخم في الأوعية الدموية الضعيفة التي قد تتمزق وتسبب نزيفًا.
- مشكلات في الرؤية: قد تؤثر بعض أنواع التهاب الأوعية الدموية على الأوعية الدموية في العين، مما يؤدي إلى مشكلات في الرؤية.
- مشكلات في الأعصاب: مثل: التنميل أو الضعف في الأطراف؛ نتيجة تأثر الأوعية الدموية في الأعصاب.
تتطلب هذه المضاعفات علاجًا فوريًا، ومراقبة مستمرة؛ للحفاظ على صحة الأعضاء، وتقليل المخاطر المحتملة.
متى يجب عليك مراجعة الطبيب؟
يجب مراجعة الطبيب إذا كنت تعاني من حمى غير مفسرة، فقدان الوزن، تعب، أو شعور عام بالتوعك (سواءً كانت الأعراض مع أو بدون طفح جلدي، ضعف العضلات، مشكلات في التنفس، ألم في الصدر، أو أي أعراض أخرى تم وصفها سابقًا). هذه الأعراض قد تشير إلى التهاب الأوعية الدموية، أو حالات طبية أخرى تتطلب تقييمًا طبيًا عاجلًا.
الأسئلة الشائعة
هل يعد التهاب الأوعية الدموية مرضًا وراثيًا؟
التهاب الأوعية الدموية قد يكون له ارتباط وراثي في بعض الحالات، حيث يمكن أن يكون الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي مع بعض أنواع من هذا المرض، أكثر عرضة للإصابة بها. على الرغم من وجود هذا الارتباط الوراثي المحتمل، إلا أن العوامل البيئية تلعب أيضًا دورًا في تحفيز المرض لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي.
هل يعد التهاب الأوعية الدموية مرضًا معديًا؟
لا. التهاب الأوعية الدموية غير معدٍ، فلا يمكن انتقاله من شخص إلى آخر عن طريق الاتصال المباشر مع مريض يعاني من هذا المرض.